الظلم بين القانون. والمانع الأدبي.
2 مشترك
ASNAST :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول
صفحة 1 من اصل 1
الظلم بين القانون. والمانع الأدبي.
كنت أتناول عشائي عندما صاح البليب بي لأنتهي فورا, وأذهب الى الطواريئ ,لأن طبيب الطوارئ
يحتاجني لتقييم, ومعالجة يافع, تعرض لحادث سير.
أسرعت الى الإسعاف ,وجدت يافعا تحاط رقبته بقبة عنق لينة لحماية فقرات رقبته التي تؤلمه.
ولحماية حبله الشوكي الرقبي ريثما يتم تقييمه من قبل قبل طبيب اكثر خبرة. ولحمايته اثناء التصويرالشعاعي.
أين يؤلمك؟ .
سالته؟.
قال رقبتي, وقدمي اجاب.
نظرت وجهه ,وأذنه اليسرى تشوهها سحجات ,وتسلخات فحصت الصدر بالسماعة
لايوجد خراخر ولا خفوت في الأصوات ,ولا يوجد ألم بالضغط على القص ,البطن لين لايوجد صلابة
أو تقفع أو احساس بالألم بجس البطن.
القدم مؤلم باللمس, ولونه أزرق ,ومشوه فوق مشط الأبهام الأيسر.
الصور أظهرت كسرا متبدلا في مشط الإصبع الكبير.
الوعي كامل. سألته مالذي حدث؟.
قال صدمتني سيارة.
هل كانت مسرعة؟.
قال :قزفتني عدة أمتار .
طلبت من الممرضة أن تناولني أوراق لأدخاله المشفى0
رأيت زميلي طبيب أمراض النساء يتقدم من الولد, ويهز ابهامه نحو الأعلى, والأسفل ,ويسأله.
هل يؤلمك؟.
فيجيبه لا.
ثم يقول أين الكسر ؟.
لا يوجد كسر.
فشككت في نفسي, ووضعت اصبعي فوق مكان الكسر, وضغطه بلطف, وسألته: هل يؤلمك؟.
قال :كتير بعد أن مسك يدي.
قلت سندخلك للمراقبة أربع وعشرين ساعة.
تقدم مني رجل قال ان من صدمه هو ابن الدكتور ....وأن في حال دخوله المشفى
سيتم اعتقال ابن الدكتور, ونحن لانريد ان يدخل السجن.
ذهلت, وصدمت.
كيف أن ولدا عمره ثلاث عشر سنه يقود سيارة , ويضع أباه في موقف لا يحسد عليه ,وماذا على أن أفعل؟.
والمطلوب من الطبيب أن يكتب الحقيقة دون زيادة ,أو نقصان.
طلبت الممرضة الشرطة لأن الحادثة تحتم الإخبار.
جاء طبيب العظمية, وأجرى جبيرة لقدم الولد ز
.استدعي والد الطفل, وطلب منه أن يمتنع عن ادخال ولده الى المشفى .
ذكرتني هذه الحادثة بزميل لي أنعم الله عليه بعز, وجاه حصل عليه من خدمته للمرضى, والمحتاجين.
وعلامة الجاه مال, وبنون, وبيت, وحضن حنون, وعمل يحتاجه الأكثرون.
زميلي متزوج بمعلمة رغبت في اظار تميزها أمام رفيقاتها.
هي زوجة دكتور. وكان التمييز بملكية السيارة, يوم كانت تدل على الجاه ,والسلطة.
السيارة تجلب المعلمة من زياراتها الى صاحباتها, وتأخذها الى المدرسة, وتجلبها, وتخدم الأولاد.
وأخذت تعطي السيارة للقصر. وفي يوم مشؤوم ,كان ولدها ابن الرابعة عشر يقود السيارة فرحا أمام رفاقة, ومرافقة امه.
.صدم الولد رجلين ماتا على الفور,وبدأ الجاه, والعز يتحول الى خوف, ورعب, وأخذ الأب يفتش عن سائق يتبرع أن يشهد
بأنه كان يقود السيارة ,مقابل أن يتكفل بدفع عطالته. وثمن سجنه, وأن يدفع ديات القتلى .
تحولت حياة زميلنا الى خوف على أولاده وعلى نفسه من الثأر فقرر الرحيل والهجرة.
لم أكن أفكر بالمانع الأدبي يوما ,لكن اليوم أنا في صراع ماذا كان على أن أفعل؟.وهل هناك فعل أفضل؟.
لماذا يرضى بعضنا, أن يظهر عزه ,وجاهه على ألام ,وعزابات الأخرين.
في أحد الزيارة الصباحية للمرضي .
سالت عن استطباب ادخال امرأة لا تشكو من شيئ؟.
أجابوني أنها تشاجرت مع زوجها ,فاشتكت الى أخيها القاضي, اتصل اخوها ب....وطلب ادخالها المشفى ليربي صهره .
فالمعاصي والشرور بدت من اخت قاضي؟.
وحزنت لأن زميلي الذي ادخلها قال" لن يمر في زيارة جماعية ان شاركت بها منعا للإحراج.
أشيروا الي ماذا تفعلوا لو كنتم مكاني؟
يحتاجني لتقييم, ومعالجة يافع, تعرض لحادث سير.
أسرعت الى الإسعاف ,وجدت يافعا تحاط رقبته بقبة عنق لينة لحماية فقرات رقبته التي تؤلمه.
ولحماية حبله الشوكي الرقبي ريثما يتم تقييمه من قبل قبل طبيب اكثر خبرة. ولحمايته اثناء التصويرالشعاعي.
أين يؤلمك؟ .
سالته؟.
قال رقبتي, وقدمي اجاب.
نظرت وجهه ,وأذنه اليسرى تشوهها سحجات ,وتسلخات فحصت الصدر بالسماعة
لايوجد خراخر ولا خفوت في الأصوات ,ولا يوجد ألم بالضغط على القص ,البطن لين لايوجد صلابة
أو تقفع أو احساس بالألم بجس البطن.
القدم مؤلم باللمس, ولونه أزرق ,ومشوه فوق مشط الأبهام الأيسر.
الصور أظهرت كسرا متبدلا في مشط الإصبع الكبير.
الوعي كامل. سألته مالذي حدث؟.
قال صدمتني سيارة.
هل كانت مسرعة؟.
قال :قزفتني عدة أمتار .
طلبت من الممرضة أن تناولني أوراق لأدخاله المشفى0
رأيت زميلي طبيب أمراض النساء يتقدم من الولد, ويهز ابهامه نحو الأعلى, والأسفل ,ويسأله.
هل يؤلمك؟.
فيجيبه لا.
ثم يقول أين الكسر ؟.
لا يوجد كسر.
فشككت في نفسي, ووضعت اصبعي فوق مكان الكسر, وضغطه بلطف, وسألته: هل يؤلمك؟.
قال :كتير بعد أن مسك يدي.
قلت سندخلك للمراقبة أربع وعشرين ساعة.
تقدم مني رجل قال ان من صدمه هو ابن الدكتور ....وأن في حال دخوله المشفى
سيتم اعتقال ابن الدكتور, ونحن لانريد ان يدخل السجن.
ذهلت, وصدمت.
كيف أن ولدا عمره ثلاث عشر سنه يقود سيارة , ويضع أباه في موقف لا يحسد عليه ,وماذا على أن أفعل؟.
والمطلوب من الطبيب أن يكتب الحقيقة دون زيادة ,أو نقصان.
طلبت الممرضة الشرطة لأن الحادثة تحتم الإخبار.
جاء طبيب العظمية, وأجرى جبيرة لقدم الولد ز
.استدعي والد الطفل, وطلب منه أن يمتنع عن ادخال ولده الى المشفى .
ذكرتني هذه الحادثة بزميل لي أنعم الله عليه بعز, وجاه حصل عليه من خدمته للمرضى, والمحتاجين.
وعلامة الجاه مال, وبنون, وبيت, وحضن حنون, وعمل يحتاجه الأكثرون.
زميلي متزوج بمعلمة رغبت في اظار تميزها أمام رفيقاتها.
هي زوجة دكتور. وكان التمييز بملكية السيارة, يوم كانت تدل على الجاه ,والسلطة.
السيارة تجلب المعلمة من زياراتها الى صاحباتها, وتأخذها الى المدرسة, وتجلبها, وتخدم الأولاد.
وأخذت تعطي السيارة للقصر. وفي يوم مشؤوم ,كان ولدها ابن الرابعة عشر يقود السيارة فرحا أمام رفاقة, ومرافقة امه.
.صدم الولد رجلين ماتا على الفور,وبدأ الجاه, والعز يتحول الى خوف, ورعب, وأخذ الأب يفتش عن سائق يتبرع أن يشهد
بأنه كان يقود السيارة ,مقابل أن يتكفل بدفع عطالته. وثمن سجنه, وأن يدفع ديات القتلى .
تحولت حياة زميلنا الى خوف على أولاده وعلى نفسه من الثأر فقرر الرحيل والهجرة.
لم أكن أفكر بالمانع الأدبي يوما ,لكن اليوم أنا في صراع ماذا كان على أن أفعل؟.وهل هناك فعل أفضل؟.
لماذا يرضى بعضنا, أن يظهر عزه ,وجاهه على ألام ,وعزابات الأخرين.
في أحد الزيارة الصباحية للمرضي .
سالت عن استطباب ادخال امرأة لا تشكو من شيئ؟.
أجابوني أنها تشاجرت مع زوجها ,فاشتكت الى أخيها القاضي, اتصل اخوها ب....وطلب ادخالها المشفى ليربي صهره .
فالمعاصي والشرور بدت من اخت قاضي؟.
وحزنت لأن زميلي الذي ادخلها قال" لن يمر في زيارة جماعية ان شاركت بها منعا للإحراج.
أشيروا الي ماذا تفعلوا لو كنتم مكاني؟
asnast50- المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 26/12/2009
موضوع شيق
في هذه القصة هناك نوعين من المأساة .. إحداها مأساة الأهل الذين يكدحون بجد لتأمين حياة أفضل لأبنائهم ،إلا أن كثيرا منهم يبالغ في تدليلهم لدرجة لا تعود هناك قيم و لا حدود .. و المأساة الأخرى هي مأساة الطبيب عندما يربط لسانه عن قول الحقيقة و يكون شريك في الجريمة ... و لكن إذا كنت تبحث عن العدالة في هذا الزمن فدعني أخبرك أن العدالة للأقوى صاحب السلطة فقط.. بالنسبة لي لم تتجاوز حياتي العملية الخمسة أعوام.. و مع ذلك وصلت لقناعة هي أن لا أكتب أي شيء سوى ما يمليه عليه ضميري.. دخلت ذات مرة في نقاش مع زميلة لي تعمل طبيبة نساء و ولادة .كان موضوع النقاش هي هل علي أن أكون صادقة مع جميع الأطراف ..كنت أصر أن قول الحقيقة أفضل حتى لو كلفني ذلك خسارة مريض أو رئيس قسم .. و بعد فترة حدث أن جاءت عروس لتلك الطبيبة و طلب والدها أن تقوم الطبيبة بفحصها إذا ما كانت عذراء أم لا ..طبعا زميلتي من رواد الستر على البنات لذلك أكدت للأب أن ابنته عذراء و لا أحد يشكك في ذلك.. اعتقدت أن الحادثة مرت بسلام إلا أنها فوجئت بالأب يعود في اليوم التالي و يطلب منها أن تكتب تقرير تشهد فيه بذلك أمام القاضي ،حيث أن العريس رفع دعوى و أن تلك العروس ليست كما تدعي، فرد الأب بدعوى قذف بحق ابنته المحصنة.. وقعت زميلتي بورطة و طلبت مني أن أساعدها للاسف لا يوجد هناك أي حل فالأب أمن بشرف ابنته .. كان الحل الوحيد لزميلتي هو أن تترك العمل و تتوارى عن الأنظار ... إذا لم ترد أن تكون شريكا في الجريمة ،فلا تخط بيمينك ما يرفضه ضميرك ... في النهاية أنت طبيب و شهدتك تؤثر على حياة الاخرين بشكل أو أخر.. ربما كان الهدف لكثير منا عند دخول مهنة الطب هو كسب مال لعيش أفضل و لكن هذا لا يعني أن نخسر انسانيتنا..
طبيبة سورية- المساهمات : 1
تاريخ التسجيل : 24/10/2010
رد: الظلم بين القانون. والمانع الأدبي.
شكرا لك على التعليق .وحسن الإطراء ,راجيا أن لا تتتعرضي ,ولا من تحبين لمثل هذا الموقف.
asnast50- المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 26/12/2009
مواضيع مماثلة
» ماابشع الظلم والقهر .. والإحساس به ....*
» تفسير القانون بيد من لا يؤمن به.
» القانون الأعوج وخلق الأبطال؟0
» كم عدد الطلاب الذين لايشملهم القانون عمليا لحصولهم على صفر بالعملي.
» الرئيس الاسد يصدر القانون رقم 3 المتعلق بالمصارف المرخصة في سوريا
» تفسير القانون بيد من لا يؤمن به.
» القانون الأعوج وخلق الأبطال؟0
» كم عدد الطلاب الذين لايشملهم القانون عمليا لحصولهم على صفر بالعملي.
» الرئيس الاسد يصدر القانون رقم 3 المتعلق بالمصارف المرخصة في سوريا
ASNAST :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى