إذا وزن القطة كيلو....وين راح كيلو اللحمة... بقلم : أسماء أكتع*
ASNAST :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول
صفحة 1 من اصل 1
إذا وزن القطة كيلو....وين راح كيلو اللحمة... بقلم : أسماء أكتع*
لقمان الحكيم لابنه :"يا بني أكلت الحنظل، وذقت الصبر، فلما أرَ شيئاً أمر من الفقر، فإذا افتقرت فلا تحدث به الناس كي لا ينتقصونك ، ولكن اسأل الله تعالى من فضله، فمن ذا الذي سأل الله ولم يعطه من فضله ،أو دعا فلم يجب...".
ومن أنواع الفقراء ...أولئك الباعة المتجولون...لا بدَّ أنكم رأيتم بائعاً متجولاً،يطوف الأحياء....ينادي..ليشعر الناس بحضوره يتنقل من مكان إلى آخر،ويسعى بعربته المثقلة بمختلف أنواع الأشياء والأطعمة، فيشعر بأنه محارب قوي لأنه يحارب الفقر ، ولكن الفقر يهاجمه في عقر داره...
وفي قصة اليوم ، سأروي لكم حادثة حصلت مع أبو عبدو... أما أبو عبدو فهو بائع متجول،لا يتخلف عن موعده ، يرتدي السروال الأسود والقميص الأبيض، وينطلق في صباح كل يوم قائلاً :"بسم الله، يا رزاق" ثم ينادي بصوت كالأغرودة :" الهندي يا تمر...لله الأمر_ بالقشدة والجوز، فطاير أطيب من اللوز- بالمسك والعنبر....يا حلو يا سكر.... ويبقى على هذا الحال طوال النهار...
وفي ذات مساء، دخل أبو عبدو إلى منزله منهكاً بعد يوماً شاقاً، من التجول في الأحياء و الأزقّة ، لتستقبله زوجته وابنه البالغ من العمر ست سنوات،وبينما يتناول أبو عبدو عشائه، تتحدث زوجته إليه قائلة :حمدو...والله جاية على بالي المشاوي،و صرلنا شهرين ما فوتنا وقية اللحمة عالبيت، والله يا حمدو اليوم شميت ريحة اللحمة المشوية من عند جارتنا أم كاسم ، وغااااااب قلبي على قد موريحتها بتشهي..."
يقول حمدو :"خليها لله يا سعدة، أنتي شايفة الحال ،عم دور على رجليي طول النهار،لطالع بآخر النهار مية أو مية وخمسين ليرة بالأكتر، بقى من وين بدي جيب لحمة وصار الكيلو بهديك الحسبة؟؟.
فترد سعدة قائلة :"رح أقترح عليك اقتراح ..
حمدو: قولي..
سعدة : شو رأيك تعطيني كل يوم خمس وعشرين ليرة، ومن هون لشهر زمان بيصير معنا حق كيلو لحمة، الله يوفقك حمدو، والله رح يطق قلبي على أكلة مشاوي...
حمدو : طيب طيب ، متل ما بدك ،قومي خدي من الجيبة خمس وعشرين ليرة.
وبدأت سعدة بادخار خمس وعشرين ليرة كل يوم ، ثمن كيلو غرام واحد من اللحم ،وفي اليوم الموعود، جمعت سعدة ما ادخرت وقالت بكل سرور..."750 ليرة..نعمة من الله" ؛ وتوجهت مباشرة إلى اللحام أبو كاسم ،وطلبت منه أن يقتطع لها كيلو غرام من اللحم، فقالت له بوجه تملئه السعادة والأمل :" أخ أبو كاسم...بدي منك كيلو لحمة طريّة خرج شوي ،الله يكرمك"
فرد أبو كاسم متعجباً :"أي تكرم عينك..بس من وين المصاري؟؟.
سعدة :" الرزاق الله ، هي حق اللحمة" .
حملت سعدة كيلو اللحم بعناية فائقة، كأنه خروف بأكمله، وفي طريق عودتها إلى المنزل..أحضرت المقبلات اللازمة لذلك الطبق الشهي.
وفور وصولها للمنزل قامت بتجهيز اللحم ،وأشعلت الحطب في "المنقل" وقامت بشي اللحم ريثما يعود زوجها من عمله،كانت اجواء الفرحة والسرور تعم المنزل ،ولكن "يا فرحة ما تمت"، فقد اجتذبت رائحة الشواء الجارات المتطفلات...وعندما قامت سعدة بتجهيز المائدة، طرق الباب،ففتح عبدو الباب متلهفاً، ظناً منه أن والده هو الطارق ، فقد كان عبدو يتضور جوعاً وخصوصاً بعد أن اشتم رائحة الشواء الشهية...
ولكنه يفاجأ برؤية عدد من الجارات؛ اللواتي دخلن بدون استئذان...وعندما رأتهم سعدة ،قالت بدافع الحياء لا أكثر :"تفضلوا ...حضرتوا وحضر واجبكم..".
أما الجارات فقد كانت هذه هي غايتهن من الزيارة، فقاموا بتناول الشواء بنهم، بما فيه من مقبلات ،وسعدة تنظر إليهن بعينين حزينتين ، بائستين ، وبعد انتهائهن ، عدن إلى منازلهن ببطونهن المتخمة بالطعام ،دون حتى أن يشكرنها على الوليمة التي قدمتها لهن؛ شعرت سعدة بالحيرة ..كيف ستبلغ زوجها بما حصل ؟ ،قد يغضب...وقد يعاقبها..
وفي المساء ....دخل أبو عبدو إلى المنزل بمعدته الفارغة، فهو لم يتناول شيئاً طوال النهار؛ احتفاء بالوليمة التي ستعدها زوجته، وعندما دخل إلى الغرفة وجد سعدة...حزينة ..مستاءة..،فقال لها متسائلاً :*" شو وين الأكل؟؟"
_ سعدة : "والله يا حمدو صار اليوم شي ما بيتصدق لا بميزان ولا بقبّان ..."
*حمدو :"شو صار؟"
_ سعدة :" اليوم أنا وعم أشعل الحطبات بالمنقل،كنت حاطة اللحمات بالمطبخ ،وبعد ما شعلت النار، رحت عالمطبخ لجيب اللحمات ،قام لقيت قطة عبدو آكلة اللحمات كلهن ،ومومخلية منهن شي..."
*حمدو :" هلق معقول القطة تاكل كيلو لحمة كامل؟؟"
تنظر سعدة إلى عبدو ولا تنطق بحرف واحد...فانتفض حمدو غاضباً وحمل القطة...وقال *:" هلق هي القطة شكلها آكله كيلو لحمة؟ أي مبينة من جوعها رح تاكل حالها شوي تانية ...والله لآخدها وأوزنها "
أخذ القطة إلى اللحام أبو كاسم وطلب منه أن يقوم بوزنها بعد أن روى له القصة كاملة ، وعندما عاد إلى المنزل قال :" عم تكذبي عليي لك سعدة؟؟"
_ سعدة:" لا والله يا حمدو.."
*حمدو: "لك إذا القطة وزنها كيلو...وين راح كيلو اللحمة؟؟ "
_ سعدة :" تقبر قلبي يا حمدو...طول بالك ..."
*حمدو :" لك أحكي وين راح كيلو اللحمة....أحكي..."
_ سعدة :" كرمال الله يا حمدو ،طول بالك وسامحني ،والله إهمال مني...الحق عليي تقبرني ...
*حمدو :" استغفر الله العلي العظيم...لا حول ولا قوة إلا بالله...قومي انقبري حطيلي شي أتزهرمو وأندفس..
في ذاك المساء ...عاد اللحام أبو كاسم إلى منزله يتمتم... فسألته زوجته عن السبب ،وقام بإخبارها عن الحادثة التي حصلت اليوم مع أبو عبدو وزوجته ، وهي بدورها روت له ما قالته لها جارتها أم سعيد التي كانت إحدى الجارات المتطفلات، وعندها أصبحت الأمور واضحة أمام ناظريه...
وفي صباح اليوم التالي...ذهب أبو كاسم إلى أزواج تلك النسوة ،وأخبرهم بما سوّلت لهنّ أنفسهن ، فما كان من أولئك الرجال إلا أن ذهبوا لنسائهن ،فمنهم من أنّب زوجته...ومنهم من قام بمعاقبتها...حتى أن بعضهم حرم زوجته من أكل اللحم شهراً كاملاً ،واتفق جميع الرجال على عقوبة موحدة ،وهي أن تطبخ كل واحدة من النسوة نوعاً معيناً من الطعام يومياً وتعطيه لأم عبدو لمدة أسبوع...أما أبو كاسم...فقد منح أم عبدو كيلو غرام من اللحم تطبخ به ما تشاء ؛ إضافة إلى إطعام تلك القطة المسكينة ما يكفيها من بقايا اللحم يومياً.... وبهذا استطاعت سعدة أن تنال حقها من جاراتها المتطفلات وأخبرت زوجها أبو عبدو عما حصل...
والآن وقبل أن أضع قلمي جانباً أعزائي...أحب أن أقول... لو شعر كل غني بمدى تعاسة الفقير لما وجدنا فقيراً واحداً في العالم أجمع ... ودمتم سالمين.
منقول
ومن أنواع الفقراء ...أولئك الباعة المتجولون...لا بدَّ أنكم رأيتم بائعاً متجولاً،يطوف الأحياء....ينادي..ليشعر الناس بحضوره يتنقل من مكان إلى آخر،ويسعى بعربته المثقلة بمختلف أنواع الأشياء والأطعمة، فيشعر بأنه محارب قوي لأنه يحارب الفقر ، ولكن الفقر يهاجمه في عقر داره...
وفي قصة اليوم ، سأروي لكم حادثة حصلت مع أبو عبدو... أما أبو عبدو فهو بائع متجول،لا يتخلف عن موعده ، يرتدي السروال الأسود والقميص الأبيض، وينطلق في صباح كل يوم قائلاً :"بسم الله، يا رزاق" ثم ينادي بصوت كالأغرودة :" الهندي يا تمر...لله الأمر_ بالقشدة والجوز، فطاير أطيب من اللوز- بالمسك والعنبر....يا حلو يا سكر.... ويبقى على هذا الحال طوال النهار...
وفي ذات مساء، دخل أبو عبدو إلى منزله منهكاً بعد يوماً شاقاً، من التجول في الأحياء و الأزقّة ، لتستقبله زوجته وابنه البالغ من العمر ست سنوات،وبينما يتناول أبو عبدو عشائه، تتحدث زوجته إليه قائلة :حمدو...والله جاية على بالي المشاوي،و صرلنا شهرين ما فوتنا وقية اللحمة عالبيت، والله يا حمدو اليوم شميت ريحة اللحمة المشوية من عند جارتنا أم كاسم ، وغااااااب قلبي على قد موريحتها بتشهي..."
يقول حمدو :"خليها لله يا سعدة، أنتي شايفة الحال ،عم دور على رجليي طول النهار،لطالع بآخر النهار مية أو مية وخمسين ليرة بالأكتر، بقى من وين بدي جيب لحمة وصار الكيلو بهديك الحسبة؟؟.
فترد سعدة قائلة :"رح أقترح عليك اقتراح ..
حمدو: قولي..
سعدة : شو رأيك تعطيني كل يوم خمس وعشرين ليرة، ومن هون لشهر زمان بيصير معنا حق كيلو لحمة، الله يوفقك حمدو، والله رح يطق قلبي على أكلة مشاوي...
حمدو : طيب طيب ، متل ما بدك ،قومي خدي من الجيبة خمس وعشرين ليرة.
وبدأت سعدة بادخار خمس وعشرين ليرة كل يوم ، ثمن كيلو غرام واحد من اللحم ،وفي اليوم الموعود، جمعت سعدة ما ادخرت وقالت بكل سرور..."750 ليرة..نعمة من الله" ؛ وتوجهت مباشرة إلى اللحام أبو كاسم ،وطلبت منه أن يقتطع لها كيلو غرام من اللحم، فقالت له بوجه تملئه السعادة والأمل :" أخ أبو كاسم...بدي منك كيلو لحمة طريّة خرج شوي ،الله يكرمك"
فرد أبو كاسم متعجباً :"أي تكرم عينك..بس من وين المصاري؟؟.
سعدة :" الرزاق الله ، هي حق اللحمة" .
حملت سعدة كيلو اللحم بعناية فائقة، كأنه خروف بأكمله، وفي طريق عودتها إلى المنزل..أحضرت المقبلات اللازمة لذلك الطبق الشهي.
وفور وصولها للمنزل قامت بتجهيز اللحم ،وأشعلت الحطب في "المنقل" وقامت بشي اللحم ريثما يعود زوجها من عمله،كانت اجواء الفرحة والسرور تعم المنزل ،ولكن "يا فرحة ما تمت"، فقد اجتذبت رائحة الشواء الجارات المتطفلات...وعندما قامت سعدة بتجهيز المائدة، طرق الباب،ففتح عبدو الباب متلهفاً، ظناً منه أن والده هو الطارق ، فقد كان عبدو يتضور جوعاً وخصوصاً بعد أن اشتم رائحة الشواء الشهية...
ولكنه يفاجأ برؤية عدد من الجارات؛ اللواتي دخلن بدون استئذان...وعندما رأتهم سعدة ،قالت بدافع الحياء لا أكثر :"تفضلوا ...حضرتوا وحضر واجبكم..".
أما الجارات فقد كانت هذه هي غايتهن من الزيارة، فقاموا بتناول الشواء بنهم، بما فيه من مقبلات ،وسعدة تنظر إليهن بعينين حزينتين ، بائستين ، وبعد انتهائهن ، عدن إلى منازلهن ببطونهن المتخمة بالطعام ،دون حتى أن يشكرنها على الوليمة التي قدمتها لهن؛ شعرت سعدة بالحيرة ..كيف ستبلغ زوجها بما حصل ؟ ،قد يغضب...وقد يعاقبها..
وفي المساء ....دخل أبو عبدو إلى المنزل بمعدته الفارغة، فهو لم يتناول شيئاً طوال النهار؛ احتفاء بالوليمة التي ستعدها زوجته، وعندما دخل إلى الغرفة وجد سعدة...حزينة ..مستاءة..،فقال لها متسائلاً :*" شو وين الأكل؟؟"
_ سعدة : "والله يا حمدو صار اليوم شي ما بيتصدق لا بميزان ولا بقبّان ..."
*حمدو :"شو صار؟"
_ سعدة :" اليوم أنا وعم أشعل الحطبات بالمنقل،كنت حاطة اللحمات بالمطبخ ،وبعد ما شعلت النار، رحت عالمطبخ لجيب اللحمات ،قام لقيت قطة عبدو آكلة اللحمات كلهن ،ومومخلية منهن شي..."
*حمدو :" هلق معقول القطة تاكل كيلو لحمة كامل؟؟"
تنظر سعدة إلى عبدو ولا تنطق بحرف واحد...فانتفض حمدو غاضباً وحمل القطة...وقال *:" هلق هي القطة شكلها آكله كيلو لحمة؟ أي مبينة من جوعها رح تاكل حالها شوي تانية ...والله لآخدها وأوزنها "
أخذ القطة إلى اللحام أبو كاسم وطلب منه أن يقوم بوزنها بعد أن روى له القصة كاملة ، وعندما عاد إلى المنزل قال :" عم تكذبي عليي لك سعدة؟؟"
_ سعدة:" لا والله يا حمدو.."
*حمدو: "لك إذا القطة وزنها كيلو...وين راح كيلو اللحمة؟؟ "
_ سعدة :" تقبر قلبي يا حمدو...طول بالك ..."
*حمدو :" لك أحكي وين راح كيلو اللحمة....أحكي..."
_ سعدة :" كرمال الله يا حمدو ،طول بالك وسامحني ،والله إهمال مني...الحق عليي تقبرني ...
*حمدو :" استغفر الله العلي العظيم...لا حول ولا قوة إلا بالله...قومي انقبري حطيلي شي أتزهرمو وأندفس..
في ذاك المساء ...عاد اللحام أبو كاسم إلى منزله يتمتم... فسألته زوجته عن السبب ،وقام بإخبارها عن الحادثة التي حصلت اليوم مع أبو عبدو وزوجته ، وهي بدورها روت له ما قالته لها جارتها أم سعيد التي كانت إحدى الجارات المتطفلات، وعندها أصبحت الأمور واضحة أمام ناظريه...
وفي صباح اليوم التالي...ذهب أبو كاسم إلى أزواج تلك النسوة ،وأخبرهم بما سوّلت لهنّ أنفسهن ، فما كان من أولئك الرجال إلا أن ذهبوا لنسائهن ،فمنهم من أنّب زوجته...ومنهم من قام بمعاقبتها...حتى أن بعضهم حرم زوجته من أكل اللحم شهراً كاملاً ،واتفق جميع الرجال على عقوبة موحدة ،وهي أن تطبخ كل واحدة من النسوة نوعاً معيناً من الطعام يومياً وتعطيه لأم عبدو لمدة أسبوع...أما أبو كاسم...فقد منح أم عبدو كيلو غرام من اللحم تطبخ به ما تشاء ؛ إضافة إلى إطعام تلك القطة المسكينة ما يكفيها من بقايا اللحم يومياً.... وبهذا استطاعت سعدة أن تنال حقها من جاراتها المتطفلات وأخبرت زوجها أبو عبدو عما حصل...
والآن وقبل أن أضع قلمي جانباً أعزائي...أحب أن أقول... لو شعر كل غني بمدى تعاسة الفقير لما وجدنا فقيراً واحداً في العالم أجمع ... ودمتم سالمين.
منقول
asnast50- المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 26/12/2009
مواضيع مماثلة
» لقمة الزقّوم... بقلم : أسماء أكتع
» وفي القلب يبقى ... بقلم : أسماء أكتع
» النصب والاحتيال ... بقلم : هادي دوكار*
» اريد أن اتزوج ولكن ...بقلم : عبد الرحمن أبو حمد*
» الوظيفة عبودية العصر الحديث * ... بقلم : محمد المصري
» وفي القلب يبقى ... بقلم : أسماء أكتع
» النصب والاحتيال ... بقلم : هادي دوكار*
» اريد أن اتزوج ولكن ...بقلم : عبد الرحمن أبو حمد*
» الوظيفة عبودية العصر الحديث * ... بقلم : محمد المصري
ASNAST :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى