وفي القلب يبقى ... بقلم : أسماء أكتع
ASNAST :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول
صفحة 1 من اصل 1
وفي القلب يبقى ... بقلم : أسماء أكتع
فتاة سمراء ،ابتسامتها تأسر القلوب ، رقيقة المشاعر ،مرهفة الإحساس إنّها كتلة ٌ من الحيويّة ، في الرّبيع السّادس عشر من عمرها ، حتّى أنّها من عائلة غنيّة ، جاذبيتها ، أسرت قلوب الكثير ، و أشعلت أحاسيسهم كمصباح في ليلة ٍ مظلمة ، أضاءت سماء الكثير كالقمر في بدره ، إلا أنّها لم تنجذب إلا إليه ، و من خلال نظراتهما المتبادلة من النّافذة ، أتقنا لغة العيون فأحبّا بعضهما بشغف ، إنّه ذلك الحبّ النّقي الطّاهر ، إنّه وسيم ، أشقر ، في الرّبيع العشرين من عمره ، كان يلاحقها كظلّها ، عندما تذهب إلى أي مكان تجده موجوداً ، يأنس وحدتها دون أن يشعر الآخرين بوجوده ، لم تتحدث معه يوماً ، و هذا ما يجعل الشّوق كالّلهب في قلبيهما اليافعين ، و بعد طول انتظار ......، طرق بابها ، لم يكن وحده !!!!، كانت والدته معه ، أراد أن يربط مصيريهما معاً إلى الأبد ، لقد خفق قلبها كأنّه عصفور يحلّق في أعالي السّماء ، لم تكن فرحتها تقاس بأي شيء في الدّنيا ، إلا أنّ والدتها لم تفاتحها بالموضوع ، و عندما تشجّعت و جمعت الكمّ القليل الّذي تملكه من الجرأة ، سألت والدتها عنه ، و هنا كانت الطّامّة الكبرى ، فقد وقفت مصدومة تسمع والدتها تقول :"يا بنتي ، أنا بدّي مصلحتك ، و الحلو مو إلك " ، و بعدها شدّد أهلها الحصار عليها ،فأغلقت النّوافذ ..... ، و أصبحت عيون أهلها تراقبها كأنها هاربة ٌ من العدالة ، و في النّهاية مُنعت من الخروج من المنزل دون مرافقة !!!!، صحيح أنّ الصّدف ظلّت تجمع نظراتهما إلا أنّ قلبها أصبح محطّماً من الدّاخل....... ، مشاعرها النّقية أصبحت مجروحة .........، لم تعد قادرة على منح قلبها الحنون لأي أحد آخر !! و بعد سنتين ....تزوّجت رجلاً آخر ، لا تعرف عنه أي شيء !!، أمّا بالنسبة لمواصفاته ، فهو طبقاً لمقولة " الحلو مو إلك " ، و دائماً كان عزائها الوحيد "الحبّ يأتي بعد الزواج " ، و بقلبها المكسور ....
أعطت.... فأخلصت ..... و أحسنت التّربية ...... فمنحت بناتها الحقّ الّذي حرمت منه في اختيار من تحب ، لقد كانت زوجة ً مخلصة .....، و أمّاً مثاليّة ،إلا أنّها الآن و بعد أربعين عاماً من هذه المأساة .... لازالت تبحث عنه في كلّ الوجوه ، تتخيّل وجهه كالبدر في لياليها المظلمة ، تذكره دائماً ، وتدعو ألا تُحرم منه في الحياة الآخرة كما حُرمت منه في هذه الحياة ، إنّها لا تعرف عنه شيء ، لكن اسمه المحفور في قلبها "محمّد" باقِ ٍ إلى الأبد !!، و كلّما روت قصته لأحد ، أرى بريق الأمل في عينيها !!، حاولت أن تنساه كثيراً ..... إلا أنّ الحبّ بالقلب يبقى !!!!!!.
أعطت.... فأخلصت ..... و أحسنت التّربية ...... فمنحت بناتها الحقّ الّذي حرمت منه في اختيار من تحب ، لقد كانت زوجة ً مخلصة .....، و أمّاً مثاليّة ،إلا أنّها الآن و بعد أربعين عاماً من هذه المأساة .... لازالت تبحث عنه في كلّ الوجوه ، تتخيّل وجهه كالبدر في لياليها المظلمة ، تذكره دائماً ، وتدعو ألا تُحرم منه في الحياة الآخرة كما حُرمت منه في هذه الحياة ، إنّها لا تعرف عنه شيء ، لكن اسمه المحفور في قلبها "محمّد" باقِ ٍ إلى الأبد !!، و كلّما روت قصته لأحد ، أرى بريق الأمل في عينيها !!، حاولت أن تنساه كثيراً ..... إلا أنّ الحبّ بالقلب يبقى !!!!!!.
asnast50- المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 26/12/2009
مواضيع مماثلة
» لقمة الزقّوم... بقلم : أسماء أكتع
» إذا وزن القطة كيلو....وين راح كيلو اللحمة... بقلم : أسماء أكتع*
» اريد أن اتزوج ولكن ...بقلم : عبد الرحمن أبو حمد*
» النصب والاحتيال ... بقلم : هادي دوكار*
» الوظيفة عبودية العصر الحديث * ... بقلم : محمد المصري
» إذا وزن القطة كيلو....وين راح كيلو اللحمة... بقلم : أسماء أكتع*
» اريد أن اتزوج ولكن ...بقلم : عبد الرحمن أبو حمد*
» النصب والاحتيال ... بقلم : هادي دوكار*
» الوظيفة عبودية العصر الحديث * ... بقلم : محمد المصري
ASNAST :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى