أحبك حتى الموت ... مقتبس عن قصة حقيقية *
ASNAST :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول
صفحة 1 من اصل 1
أحبك حتى الموت ... مقتبس عن قصة حقيقية *
هو...... شاعرٌ و أديبٌ كبيرٌ ، مرهف الإحساس، ذو شخصية جذّابة،في العقد الثالث من عمره ، لقد كان سيّد القلم، سيّد الّلفظ ، وسيّد التعبير و الشّعر النابع من القلب .
هي......مدرّسة أطفال ، فتاة في غاية الجّمال ، و هي وحيدةُ لأمها الّتي ربّتها بعد وفاة أبيها ؛ القدر ساقه في زيارةٍ إلى منزل أخته، حيث التقى بها ، و بعد النّظرات و الابتسامات ، نال الحبّ من قلبيهما الخافقين، أصبح يزور أخته كثيراً ليراها ، وبعد السلام و الكلام ، لم تحتمل أشواقه الفراق عنها و قرر الزواج بها ، فأخبر والدته عنها ، أما الفتاة فقد كان شرطها الوحيد السّكن في منزل والدتها ، ومن شدّة حبّه لها وافق على هذا دون قيد أو شرط ، و حتى دون أن يخبر والدته ، تمّت الخطوبة و عُقِد القِران ، و كانا أسعد مخلوقين على وجه الأرض ، فقد أصبح ظلّها الذي لا يفارقها أبداً ، و أصبحا كالطائرين العاشقين يحلّقان رغم أنّهما على الأرض ، لكنّه كان كثير السّفر إلى بيروت لطباعة دواوينه الشّعريّة هناك، و في فترة الخطوبة كان يخبر والدته أنّه سيسافر إلى بيروت ، ولكنه كان يحلّق مباشرةً كالطائر ذو الحلم الوردي إلى حبيبته ، ليمضي معها أسعد لحظات حياته المليئة بالحبِّ و الحنان ، استمرّ على هذا الحال شهور، و هنا بدأ القدر بلعب لعبته القاسية ، "فأولاد الحلال كثيرون "، حيث علمت والدته بالأمر، و حينها بدأ عمل " الحماية" فقد واجهته بالأمر ، و بعد صراع و نقاش حاد أصيبت الوالدة بأزمة قلبيّة ، و من شدّة خوفه عليها لازمها بالمستشفى و لم يفارقها أبداً ، لقد قلقت خطيبته عليه، و لم تدري سبب الغياب ، و بعد أيّام ، علمت بالأمر ، علمت أنّها السّبب ، لم تفعل شيئاً ،و لكن "الحموات " لم ينتهين من عملهنّ بعد !، فقد استغلت والدته مرضها و حبّه لها ، و طلبت منه التخلّي عن خطيبته ، فلم يستطع إغضاب قلبها الضعيف ، أمّا خطيبته فلم تنسَ فضل والدتها عليها ، و هنا كان الفراق و عندما حدث ذلك أصبح كالمجنون ، لم يدري ما العمل ، و لم يجد مهرباً من هذا الواقع الأليم ، هذا العاشق المتيم الولهان , أصبح بلا عقل ، مكسور القلب مما زاد شعره حزناً ورقّة ً ، كان يذهب إلى منزل أخته ليسترق النظرات العابرة من عيني حبيبته العاتبتين ، و يشبع قلبه المغرم والمتيّم و المتعطش لحبها بنظرةٍ منها ، لقد كانت بالنسبة له الدنيا ، أذاقته من حلاوتها ، لقد كان ملحها عذبٌ و مرّها حلوٌ، و لكنّها نظرت إليه نافرة و أعرضت عنه ناكرة و ابتعدت عنه مثلما اقتربت لا ترحم من استرحمها، و لذلك كان دائماً يعود إلى منزله جارّاً أذيال الخيبة و اليأس ،يحمل قلبه المتألّم لفراقها، لقد أمضى أيّاماً و ليالي يكتب أشعاراً على أمل أن تقرأها يوماً ما ....،وهو على هذا الحال ولهيب الشوق يشعل في قلبه ، لقد أصبح كالبركان ، أصبح يعتصر ألماً من الحرمان ،فأصبح هزيلاً ، معتلاً، لا يقوَ حتّى على الكلام و الطّعام، فأحضرت له والدته الطّبيب ، فذهل من ما رأى و أمر بإجراء التحاليل الطّبيّة له، و حينها كانت الطّامة الكبرى ،فحبه لها و هيامه بها ،أصابه بمرضٍ عضال ،و الآن أصبح الجسد رفيقاً للقلب على درب الاعتلال ،أمّا الرّوح والعقل فقد حلّقا ليجلسا على نافذة الحبيبة ينظران إليها و يقولان:"عودي، ارجعي، لا ترحلي، أنا بحاجة إليكِ ،قلبي و روحي تناديكِ"؛
اشتدّ به المرض و ما زال يلفظ اسمها و يرى وجهها بكل الزائرين، فإنّ فؤاده ظمآن إلى حديثها و روحه تهفوا إليها و تتوق إلى لقائها، ذهب بعض المقربين منه إليها ، لعلّها ترحمه وتعود إليه في آخر أيام حياته، و لكنّها لم تبدي شفقة و لا رحمة !!!؛
أهذا ما كانت تسميه حبّاً؟؟، أهكذا يتصرف العاشقين؟؟، أم أيُّ قانون يمنحها الحقّ بجرح رجل عليل الجسد والقلب ،أحبّها بكل جوارحه فمنحها كل ما لديه من عطفٍ و حنان، وبعد طول معاناة و ألم....حلقت روحه في السّماء تاركةً اسم حبيبته ذكرى لكل من عرفهما وقصتهما.............
و بعد خمسةٍ و عشرين عاماً رأتها أخته ، نعم لقد رأتها بالسوق ، كانت هزيلة القوام ، شاحبة الوجه، سرق الزمان منها ما كان عليها من حسن و جمال ، فاقتربت أخته منها و قالت:"أهذه أنت؟؟ أتذكرينني ؟؟"، حدّقت بها صامتة ً ، ثمّ قالت:" نعم ، ذكريات عبرت أفق خيالي "، و مشت وهي تتمتم..........
*منقول بقلم أسماء محمد اكتع
asnast50- المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 26/12/2009
ASNAST :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى