ليتكِ تقاومينْ*

ياااااااااااااااا سيدتي

كأنّ الخريفَ بكَّرَ بالمجيءْ

أوراقكِ مُصفرّةْ

والشُجَيْرةُ مُكفهِرّةْ

لا تجزعي

أوليسَ الجِذْرُ حيّْ ؟

غداً يكونُ ربيعْ

يُزهرُ اللّوزُ

تلبسُ الشُجيرةُ ثوبَ العروسْ

تطيبُ النفوسْ

أوليسَ الجِذْرُ حيّْ ؟

قدّمي لهُ يا سيدتي بعضَ ريّْ

ريُّ الأنوثةِ يمنحُهُ التجدُّدْ

لا تقتُلي الجِذْرَ بهذا التردُّدْ

صُبّي الماءَ على وجهِهِ

أنا أعلمُ وأنتِ تعلمينْ

جعل اللهُ بالماءِ كُلَّ شيءٍ حيّْ

تعرّي من رداءِ الخريفْ سريعا

وارتدي ما يُغنّي لكِ ربيعا

أنا صانعُ ذاكَ الرّداءْ

أنا مُصمِّمُ الأزياءْ

أنا الغيمُ المنتظرُ في وجهِ السماءْ

إبعثي حِمَمَ الأنوثةِ

إنّي أنتظرُ كي أكونَ شتاءْ

كلّفْتُ المطرَ بإرواءِ الجذورْ

أعددْتُ الترابَ لإطلاقِ الزهورْ

أيقِظي الأنثى النائمة

آنَ أوانُ رحيلِ اليأسِ

لا تكوني حطّابةً

تهوي على جذعِ الشُجيرةِ بالفأسِ

أنتِ لستِ قاتلة

أنتِ لستِ مُجرمة

أنتِ الأجملُ

أنتِ الأفضلُ

أفرِغي الذّاكرةَ من أحزانٍ مُتراكِمة

تجدّدي للأيامِ القادمة

إقرئي ما بين السطورْ

حرّري العِطرَ المأسورْ

يتيمةٌ من دونِهِ كلُّ العطورْ

إياكِ والخوفُ يا سيدتي

لو خافَ الشجرُ من المطرِ ما أزهَرْ

وما زيّنَ الحقولَ وما أثمَرْ

تهبُّ الرّياحْ

تُكثرُ الجِراحْ

وتمرُّ العاصِفة

فيعودُ الزّهرُ كمُنتصِرٍ أكبَرْ

ربّما تنهالُ العِصيُّ عليكِ بالضّرْبْ

تتألّمينْ

لا تُخطئي بالدّرْبْ

تندمينْ

ولا تأخذي العِصيَّ مُبرِّراً كي تستسلمينْ

لا تقولي عنّي بأنّي لا أشعرُ بما تشعرينْ

لكنّي

أقاومُ المُستبدَّ

أهزأُ بالجلاّدينْ

ليتكِ تقاومينْ

المقاومةُ بابُ الرّجاءْ

ليتكِ تقاومينْ

بعشقٍ للحياةِ نقاومْ

ليتكِ تقاومينْ

بإرادةٍ وعزمٍ نقاومْ

ليتكِ تقاومينْ

إحتلّكِ اليأسُ

لن يرحلَ بغير المقاومةِ

ليتكِ تقاومينْ

ليتكِ تعشقينْ

ليتكِ الآنَ تقرّرينْ

********************

شاعر الأملْ
*من شاعر الأمل حسن رمضان في 24 يناير، 2011‏، الساعة 11:03 مساءً‏‏